تراجع حدة تقلبات البيتكوين | مايكل سايلور يؤكد ذلك

يؤكد مايكل سايلور أن دخول المؤسسات المالية الكبرى لم يجعل البيتكوين أكثر تقلبًا، بل إن نطاقات التذبذب تضيق مع اتساع قاعدة الأصول وتطور هيكل السوق.

أمل هاشم بواسطة أمل هاشم محمد إقبال محرر محمد إقبال تم التحديث 3 دقائق قراءة
تراجع حدة تقلبات البيتكوين | مايكل سايلور يؤكد ذلك

أبرز النقاط:

  • تستمر تقلبات بيتكوين على المدى الطويل في الانخفاض، رغم التحركات السريعة قصيرة المدى.
  • التراجعات السعرية الأخيرة تعكس فجوات في السيولة، وليست مؤشرًا على انعكاس مسار الاستقرار.
  • شركة MicroStrategy تواصل زيادة حيازتها من بيتكوين، ما يعزز الثقة في نضوج البنية السوقية للعملة.

يؤكد مايكل سايلور أن دخول المؤسسات المالية الكبرى إلى سوق العملات الرقمية لم يجعل البيتكوين أكثر تقلبًا. بل على العكس، تقلصت نطاقات التذبذب مع أتساع قاعدة الأصول وتطوّر هيكل السوق.

خلال مقابلة مع قناة فوكس بيزنس هذا الأسبوع، أشار رئيس مجلس إدارة شركة ( مايكروستراتيجي – MicroStrategy) إن تقلبات البيتكوين السنوية تراجعت من نحو 80% عندما بدأت شركته الشراء عام 2020 إلى ما يقارب 50% اليوم، ويتوقع حدوث تراجعات تدريجية إضافية مع توسّع السوق.

وأضاف أن هذا الادعاء ليس بعيدًا عن الواقع، إذ وثّقت أبحاث مستقلة اتجاهاً هابطاً لسنوات في التقلبات المحققة للبيتكوين. فقد أظهرت شركة Fidelity، فترات طويلة كان فيها مستوى المخاطر في البيتكوين مقاربًا لمجموعة غير قليلة من أسهم مؤشر S&P 500، بينما أشارت تقارير iShares إلي انحدار مستمر. وبالرغم من أن البيتكوين ما زال أكثر تقلبًا مقارنة بالأسهم العامة أو الذهب، إلا أن الاتجاه العام يشير إلي تراجع تدريجي في حدّة الذبذبات مقارنة بالماضي.

رغم تراجع سعر البيتكوين، يظل الهيكل السوقي أكثر صلابة

 شهدت العملة الرقمية هبوطًا حادًا، لتفقد جزءًا من مكاسبها عام 2025 وسط توجه المستثمرين لتجنب المخاطر وتدفقات سحب من صناديق المؤشرات المتداولة (ETF). ومع ذلك، فإن هذا لا يتناقض بالضرورة مع الانخفاض الطويل الأمد في التقلبات الذي أشار إليه سايلور. وأظهرت التغطية الأخيرة تراجعًا أسبوعيًا بنسبة مزدوجة الرقم، مؤكدة أن انخفاض السيولة كان عاملاً رئيسيًا في تضخيم التذبذبات قصيرة الأجل.

انكشاف مايكروستراتيجي و” علاوة السعر”

أكد سايلور مجددًا أن شركته مصممة لتحمّل التراجعات الكبيرة في السوق. ووفقًا للبيانات الصادرة هذا الأسبوع من منصات مستقلة وتقارير تجارية للجهات الخارجية أن حيازات مايكروستراتيجي  اقتربت من 649,870 بيتكوين بعد شراء إضافي قدره 8,178 بيتكوين، ما يعزز مكانتها كأكبر مالك مؤسسي للعملة الرقمية.

كما تعرض مواقع الشركة والمتتبعات المالية مؤشر mNAV multiple (أداة لحساب علاوة أو خصم السهم مقارنة بالقيمة الفعلية للبيتكوين لكل سهم)، والذي شهد انكماشًا بالتوازي مع السوق.

وتعكس أسهم مايكروستراتيجي هذا التفاعل؛ إذ غالبًا ما تتجاوز حركة السهم حركة البيتكوين في كلا الاتجاهين. وخلال التراجع الأخير، تزامن السهم مع حركة العملة، لكون أظهرت بيانات الإغلاق الأخيرة والتحركات خلال خمسة أيام، أن أسهم مايكروستراتيجي أغلقت مرتفعة بنسبة 5.8% في 18 نوفمبر رغم التراجع في السوق.

هل من المنطقي توقع انخفاض التقلبات مستقبلاً؟

هناك بالفعل مبررات واضحة لذلك. فاعتماد المؤسسات الكبرى على البيتكوين (مثل صناديق المؤشرات الفورية، وأدوات إدارة المخاطر المؤسسية)، وتطور الأسواق المشتقة، وحصوله على قاعدة أوسع من المستثمرين طويلي الأجل، كل ذلك يمكن أن يقلل من التقلبات المحققة بمرور الوقت، حتى لو استمرت الفترات القصيرة من التقلبات الحادة. وتؤكد الدراسات المذكورة أعلاه هذا النمط، الذي يركز على انخفاض طويل الأمد في التقلبات، مع طفرات دورية.

رسالة سايلور ليست إن البيتكوين أصبح فجأة “منخفض المخاطر”، بل أن اتجاه حركة التقلبات يميل نحو الانخفاض مع نضوج هذا الأصل الرقمي. وفي هذه الحالة، فإن دخول “وول ستريت” يُعد جزءًا من عملية الاستقرار، وليس سبب المشكلة. ورغم أن التراجع الأخير كان مؤلمًا، فإن البيانات طويلة الأجل التي يشير إليها سايلور (إلى جانب استمرار تراكم ميكروستراتيجي وشفافية مضاعف mNAV) تدعم الرأي القائل بأن هيكل السوق يزداد قوة وصلابة حتى عندما لا تكون الأسعار مستقرة.

أخبار العملات الرقمية, الأخبار, خبر اليوم
أمل هاشم

أمل محللة مالية متخصصة في أسواق العملات الرقمية وتحليل حركة الأسعار، انضمت إلى فريق تحرير النسخة العربية على منصة CoinSpeaker في يوليوز 2025. تحمل أمل شهادة ماجيستير في الاقتصاد المالي وتركز على تحليل اتجاهات السوق والمؤشرات التقنية.

مقالات ذات صلة