تهديد كمومي: السلفادور تقسّم رصيدها من عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) لأغراض أمنية

قامت السلفادور بتوزيع الاحتياطي الخاص بها البالغ 6,274 عملة بيتكوين (Bitcoin) -تعادل 678 مليون دولار- على 14 محفظة كإجراء احترازيّ من الحوسبة الكمومية.

محمد إقبال بواسطة محمد إقبال سلمى بدوي محرر سلمى بدوي تم التحديث 3 دقائق قراءة
تهديد كمومي: السلفادور تقسّم رصيدها من عملة بيتكوين (Bitcoin-BTC) لأغراض أمنية

نقاط أساسية

  • أعلن مكتب عملة بيتكوين (Bitcoin) الخاص بحكومة السلفادور عن إعادة توزيع رصيدها من العملة
  • يتزامن هذا التطور من نمو مخاوف القطاع من الحوسبة الكمومية
  • قد لا تكون تهديدات الحوسبة الكمومية مباشرةً في المستقبل القريب

قرّرت السلفادور إعادة توزيع رصيدها من عملة بيتكوين (Bitcoin) على عناوين متعددة، وأعلنت عن نقل عملات بقيمة 678 مليون دولار إلى محافظ مختلفة؛ حيث اتخذت الدولة هذا القرار وسط مخاوف من المخاطر المحتملة للحوسبة الكمومية على الأصول الرقمية وبالأخص عملة بيتكوين (Bitcoin).

السلفادور تحاول استباق خطر الحوسبة الكمومية

تملك السلفادور 4,274 عملة بيتكوين (Bitcoin) في خزينتها، وتبلغ قيمتها 678 مليون دولار حسب الأسعار الحالية؛ حيث يبلغ سعر عملة بيتكوين الواحدة -في وقت كتابة المقال- 108,655.94$ منخفضاً بنسبة 1.14% خلال 24 ساعة. وبحسب منشورٍ لمكتب عملة بيتكوين (Bitcoin) على منصة X (تويتر سابقاً): قامت حكومة نايب بوكيلي (Nayib Bukele) بتوزيع احتياطي السلفادور البالغ 6,274 عملة بيتكوين على 14 محفظة تضم كلٌّ منها 500 عملةٍ على الأكثر.

وتُعد هذه نقلة نوعية عن السيناريو السابق الذي خزَّنت فيه السلفادور جميع العملات في محفظةٍ واحدة، ولا يُصنّف تخزين عملة بيتكوين (Bitcoin) في محفظة واحدة من بين أفضل محافظ الكريبتو مخاطرةً بحدّ ذاته.

ويبدو أنّ رصيد الحكومة من عملة بيتكوين (Bitcoin) مُعرّضٌ للتهديدات المتطورة الخاصة بفك التشفير  خاصةً مع تداول فكرة الحوسبة الكمومية هذا الموسم، ويؤمن مسؤولو الحكومة أن تنويع المحافظ يُمكنه الحفاظ على الشفافية وخفض التأثير المحتمل للاختراق الكمومي. عن ذلك، صرّح مسؤولون حكوميون بما يلي: “يُساهم الرصيد المحدود في المحافظ بالحدّ من التهديدات الكمومية؛ لأن عناوين عملة بيتكوين (Bitcoin) غير المُستخدَمة التي تملك مفاتيحَ عامةً موثقة بالهاش (hash) تبقى محمية… وستُكشف هذه المفاتيح العامة بمجرد إنفاق ما في هذه المحافظ ما يُعرّضها لخطر الاختراق، ويُمكن تخفيف الضرر الناتج من الاختراق الكمومي في حال تقسيم الرصيد إلى أجزاء صغيرة”.

الحوسبة الكمومية وتأثيرها على العملات الرقمية

أصبح موضوع الحوسبة الكمومية رائجاً في أحاديث قطاع الأصول الرقمية؛ إذ تملك هذه الحواسيب فائقة القدرة إمكانية تجاوز أصعب التحديات المعقدة في عالمنا اليوم، وتلجأ المنظمات -مثل ناسا (NASA)- والشركات الكبرى -مثل ExxonMobil وAlphabet وIBM- إلى استخدام هذه الحواسيب، وقد تصبح هذه التقنية مضرةً بقطاع الكريبتو رغم فوائدها المتعددة، حيث صرَّح باحث الذكاء الاصطناعي الكمومي في جوجل كرايج جيدني (Craig Gidney) -منذ بضعة أشهر- أن تشفير عملة بيتكوين (Bitcoin) يواجه مخاطر متزايدةً نتيجة التطورات السريع في الحوسبة الكمومية.

وشرح الباحث أنّ تجاوز تشفير RSA (خوارزميةٌ ذات مفتاح عام للتشفير وإلغاء تشفير البيانات) قد أصبح أكثرَ سهولة ويَحتاج الآن مواردَ كمومية أقلَّ بعشرين ضعفاً من التقديرات السابقة، لكنّ عملة بيتكوين (Bitcoin) تعتمد التشفير ذا المنحنى الإهليلجي (ECC) بدلاً من RSA، ويُعَد هذا النوع ضعيفاً أمام خوارزمية شور (Shor) القادرة على استيعاب أرقامٍ كبيرة وحل المعادلات اللوغاريتمية.

بالتالي، تُعد هذه الميزات أساسيةً للتشفير بالمفاتيح العامة، كما يؤمن المحللون وكبار اللاعبين ضمن قطاع الكريبتو أنّ الحوسبة الكمومية (مثل Google Willow) ما تزال بعيدةً عن تهديد الأصول الرقمية.

أخبار بيتكوين, الأخبار, خبر اليوم
محمد إقبال

كاتب و صحفي متخصص في تغطية وتحليل الأسواق المالية، الاستثمارات، والشركات. يركز محمد في عمله على تقديم معلومات وتحليلات لقراء موقع CoinSpeaker حول الاستثمارات والتطورات اليومية في قطاع العملات الرقمية، والاتجاهات الاقتصادية التي تؤثر على قرارات الاستثمار، مستنداً إلى أبحاث مالية معمقة لفهم أسواق العملات المشفرة بشكل واضح.

مقالات ذات صلة